عمر خورشيد وأم كلثوم.. لحظة تاريخية شهدت دورًا رئيسيًا للجيتار في أغنية “ودارت الأيام”

في نوفمبر 1970، شارك عمر خورشيد في العزف مع فرقة الموسيقية التي أصطحبتها أم كلثوم في أغنيتها “ودارت الأيام” بلحن عبد الوهاب ولأول مرة تم إعطاء الجيتار دورًا رئيسيًا في أغنية لأم كلثوم.

شهدت أم كلثوم لحظة مفاجئة عندما رأت العازف الجديد في فرقتها، والذي كان صديقًا لأحد أقاربها منذ سنوات طفولته كان عمر خورشيد يقضي الكثير من الوقت مع حفيدَيْ شقيقة أم كلثوم (وجدي وأحمد) في فيلا الأخيرة بالزمالك، ومن هناك انطلق اهتمامه بالموسيقى وعشق صوت كوكب الشرق، والتي تفضلها على جميع هواياته الأخرى.

دور الجيتار في أغنية “ودارت الأيام”

Stream عمر خورشيد .. ام كلثوم .. هذه الدنيا كتاب انت فيه الفكر by Hanan |  Listen online for free on SoundCloud

عندما بدأ عمر خورشيد العزف خلف أم كلثوم، كان ذلك في أغنية “ودارت الأيام” وخلال غناء الكوكب، اندمج خورشيد باللحن وخرج عن بروتوكول الحفل بالهتاف “الله الله الله”، عندما وصل اللحن إلى مقطع “عيني ع العاشقين يا عيني” ولم يتمالك نفسه من الإثارة، وكاد أن يبكي، في حين نظرت أم كلثوم إليه بدهشة شديدة.

بعد انتهاء الحفل، عاتبته أم كلثوم بقسوة قائلة “هموِّتك” فرد عمر خورشيد عليها وهو يبكي من الخوف من طرده من جنة أم كلثوم قائلاً: “شوفي بقى يا ست، أنا قبل ما أشتغل معاكي كنت بسمعك ١٠٠٪، دلوقتي بشوف شغلي ٧٠٪ وبسمعك ٣٠٪، فلو سمحتي أنا عايز الـ٧٠٪ بتوعي” وكان رده عبقرياً في تعامله معها، حيث اعتقد أنها ستنهي عمله معها، ولكنها باستخدام ذكائها، ابتسمت وسكتت دون قطع علاقتهما وعمل معها بعد ذلك في ليلة حب وحكم علينا الهوى وأغنية يا مسهرني واغداً القاك التي تألق فيها وابدع.

قبل عمر خورشيد، كان عازف الكمان المرحوم عبد الفتاح خيري هو الذي يعزف أغاني الجيتار التي تضمنتها الأغاني التي سبقتها، بدءًا من “إنت عمري” وصولاً إلى “إنت الحب” و “فكروني” و “فات الميعاد” و “هذه ليلتي” وكان خيري واحدًا من نجوم الصف الأول في فرقة أم كلثوم.

يُعرف عمر خورشيد بأنه موسيقي وعازف جيتار وممثل مصري، وُلد في القاهرة عام 1945 كابن المصور السينمائي أحمد خورشيد حصل على ليسانس الآداب قسم فلسفة، وفي سن السابعة عشرة التحق بمعهد يوناني للموسيقى، حيث شكَّل فرقة موسيقية عملت لمدة عشرة أيام في الأقصر ثم في الملاهي الليلية بالقاهرة ثم شكَّل بعدها فرقة “ميجا تورز” الموسيقية، قبل أن ينضم لفرقة “لا بيتي شاه” التي كانت نقطة انطلاقه الحقيقية وفي حفلة للفرقة، رآه عبد الحليم حافظ وطلب منه الانضمام للفرقة الماسية وكان أول من أدخل الجيتار للفرق الشرقية.

عمل خورشيد بعدها مع العديد من المطربين بما في ذلك (أم كلثوم، فايزة أحمد) وبدأ عمله السينمائي بعدما شارك في فيلم “ابنتي العزيزة” إخراج حلمي رفلة عام 1971، ليشارك بعدها في العديد من الأعمال السينمائية منها “العرافة” و “دموع في ليلة الزفاف” و “العاطفة والجسد” ومن أبرز الأعمال التي شارك في وضع الموسيقى التصويرية لها (الرصاصة لا تزال في جيبي، أين عقلي).

تعرَّض خورشيد في مايو عام 1981 إلى حادث سيارة مروع أودى بحياته، وكان يرافقه في السيارة الفنانة مديحة كامل وزوجته اللبنانية دينا، لكنهما نجيا من الحادث.