خالفت التوقعات .. وفرة الأمطار تخفف من مخاطر الملء الرابع لسد النهضة

خففت وفرة الأمطار في الموسم الحالي على المنطقة الإستوائية من تأثيرات الملء الرابع لـ سد النهضة على مصر، وسط ترقب جولة جديدة من المفاوضات، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في ديسمبر المقبل.

وفي سبتمبر الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، نجاح إتمام الجولة الرابعة من ملء سد النهضة، في إجراء رفضته مصر، وقالت إنه يعتبر “إستمرارآ للنهج الإثيوبي الأحادي” المخالف للقانون الدولي.

فيما قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي إن “موسم الأمطار الحالي على بحيرة فيكتوريا (السودانية) بالمنطقة الاستوائية أعلى من المتوسط، ومعظم المياه تأتي إلى مصر، ويواصل منسوب البحيرة إرتفاعه تدريجياً حيث وصل إلى 1136.08 متر فوق سطح البحر في 20 نوفمبر الحالي، بنسبة زيادة 16 سنتيمتراً عن العام الماضي عندما سجل المنسوب 1135.92 متر، وما زال آخذاً في الزيادة”.

وأضاف الدكتور عباس شراقي، في منشور على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، إن بحيرة فيكتوريا والمنطقة الإستوائية تسهمان بنسبة 15% من إجمالي إيرادات مياه النيل، بينما 85% من المياه تأتي من إثيوبيا .

موسم الأمطار الأصغر

ويسمى الموسم الحالي (موسم الأمطار الأصغر) ويستمر على المنطقة الإستوائية من أكتوبر حتى ديسمبر، بينما يستمر موسم الأمطار الأكبر من مارس حتى يونيو، ليبدأ بعدها موسم الجفاف حتى سبتمبر.

وجرى البدء في تدشين سد النهضة في عام 2011، وقال وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم خلال مؤتمر “أسبوع القاهرة للمياه”، أوائل شهر نوفمبقر الجاري، إن “موارد مصر المائية تقدر بـ59.6 مليار متر مكعب سنوياً، وتبلغ الاستخدامات الحالية نحو 80 مليار متر مكعب سنوياً، ويعاد استخدام نحو 21 مليار متر مكعب لتعويض الفجوة بين الموارد والاحتياجات”.

وتسعى مصر للتوصل لإتفاق ملزم حول سد النهضة يضمن حقوق كل الأطراف، وسط ترقب جولة مفاوضات جديدة مع الجانب الإثيوبي في أديس أبابا، بمشاركة السودان، تعقد في ديسمبر المقبل، إذ انتهت الجولة السابقة التي عقدت بالقاهرة في أكتوبر الماضي دون التوصل لاتفاق.

وأوضح الدكتور عباس شراقي أن بوابات السدود السودانية فُتحت على مصراعيها؛ ما أسهم في تدفق المياه إلى مصر، متوقعاً أن تستمر الأمطار على المنطقة الاستوائية أعلى من معدلاتها حتى نهاية الشهر المقبل طبقاً لمراكز التنبؤات، مؤكداً أن السدود السودانية لا تشكل مشكلة، ولا تؤثر في حصة مصر؛ لأنها سدود صغيرة، فمثلاً تبلغ سعة تخزين سد الروصيرص 7 مليارات متر مكعب.