مع اقتراب المولد النبوي.. الإفتاء توضح حكم شراء حلوى المولد والتصدق بها

أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن الإثنين 12 ربيع الأول والموافق 18 أكتوبر سيكون هو موعد المولد النبوي الشريف، بعدما كشفت الحسابات الفلكية عن مولد هلال شهر ربيع الأول بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الواحدة و6 دقائق ظهرًا يوم الأربعاء 29 من صفر لعام 1443 هجريًا والموافق 6 أكتوبر المقبل وهو يوم الرؤية، وفلكيًا تكون غرة شهر ربيع الأول لعام 1443 هجريا يوم الخميس 7 أكتوبر المقبل.

وتساءل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، عبر شراء حلوى المولد والتهادي بها، وهو السؤال الذي ورد إلى دار الإفتاء ليقوم مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام بالإجابة عن هذا السؤال، موضحًا أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بشراء الحلوى والتهادي بها جائز شرعًا، بل هو أمر مستحب مندوب إليه لتعلقه بحب النبي محمد -صلي الله عليه وسلم- وتعظيمه، ولا يعد هذا من البدعة المذمومة ولا من الأصنام في شيء، بل إنها من أفضل الأعمال وأعظم القربات.

مع اقتراب المولد النبوي.. الإفتاء توضح حكم شراء حلوى المولد والتصدق بها
حلوى المولد النبوي الشريف

حكم شراء حلوى المولد النبوي الشريف

وقال مفتي الجمهورية إنه من المستحب إحياء هذه الذكرى بكل فرح وسرور وبكل طاعة يتقرب بها العبد إلى الله -عز وجل- ويدخل في ذلك الأمر الذي اعتاد عليه الناس بشراء الحلوى  والتهادي بها فرحا بمولد سيد الخلق – عليه أفضل الصلاة والسلام-  فعن عائشة رضي الله عنها: رضي الله عنها قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ” رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة، كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا» رواه الإمام مالك في “الموطأ”، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت.

شراء حلوى المولد النبوي الشريف

أما من يزعم بأن شراء الحلوى بدعة ولا يجوز إهداؤها فهو كلام باطل يدل على جهل قائليه بالشرع الشريف، وضحالة فهمهم لمقاصده وأحكامه، لم يقلها أحد من علماء المسلمين في قديم الدهر ولا حديثه، ولم يُسبَق أصحابُها إليها، ولا يجوز العملُ بها ولا التعويل عليها؛ إلى جانب أنه مسلك الخوارج الذين يعمدون إلى النصوص التي جاءت في المشركين فيحملونها على المسلمين، والله سبحانه وتعالى يقول منكرًا على أصحاب هذا المنهج: “أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ، مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ”.

مع اقتراب المولد النبوي.. الإفتاء توضح حكم شراء حلوى المولد والتصدق بها

حكم التصدق بحلوى المولد الشريف

ويشير الدكتور شوقي علام على أنه بناء على ذلك، فشراء الحلوى والتهادي بها، وإدخال مظاهر الفرح على الأطفال وصلة الأرحام كلها من الأشياء المباحة بمولد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كلها جائزةٌ شرعًا، ويثاب المسلم على قصده فيها من محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، وفيها فضلٌ عظيم.

الأشياء المستباح فعلها في يوم المولد الشريف

ومن الأشياء المستباحة فعلها في تلك الأيام، فمن باب أولى مشروعية المظاهر الدينية للاحتفال كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وإحياء مجالس الصلاة على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- والإنشاد والتغني بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة صلى الله عليه وآله وسل، أما الأقوال التي تحرم على المسلمين فعل ذلك والتعبير عن سرورهم بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بشتى وسائل الفرح المباحة فإنما، هي أقوال فاسدة وآراء كاسدة، لم يُسْبَقْ مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذُ بها ولا التعويلُ عليها.

وأعلنت دار الإفتاء أن يجوز التصدق بحلوى المولد، فعندما تفرح الناس الذين لا يقدرون على شراء الحلوى، ليفهم الناس معنى التعاون والمشاركة والتكافل والإحساس، والطفل عندما يرى حلوى المولد فيستفسر لماذا هذه الحلوى فيقال له هذا مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتربى من صغره على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب للخير وباب لكل شيء جميل وحلو”.